تخطى إلى المحتوى

شرح حديث انا زعيم ببيت في ربض الجنة

    اقرأ أيضا: اسم الفاعل من الفعل قال

    شرح حديث انا زعيم ببيت في ربض الجنة

     

    عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ»

    أخرجه أبو داود في سننه وحسنه الألباني.

     

     

    شرح الحديث

    وقوله: (أنا زعيم) يعني: أنا ضامن وكفيل وملتزم بأن من فعل كذا فله كذا، وهو نظير قول الله عز وجل: وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ [يوسف:72] يعني: أنا ملتزم بحمل البعير لمن أتى بصواع الملك، (( وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ )) يعني: بهذا الذي وعدت به، وهذا الجعل الذي جُعل فأنا ملتزم به، والمعنى هنا: أنا كفيل وضامن لمن فعل هذا الفعل أن يكون له بيت في الجنة.

     

    معنى كلمة ربض الجنة في الحديث

    قوله (ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً) يعني: المجادلة التي تؤدي إلى الخصومة والشقاق والوحشة، فالإنسان يبتعد عنها حتى تسلم القلوب، وحتى تصفى النفوس.

     

    ربض الجنة معناها أسفل الجنة من داخله كما هو معلوم أن الجنة طبقات فالمراد هنا أسفله هذا هو جواب ما معنى ربض الجنة في الحديث

     

    ضمن النبي صلى الله عليه وسلم ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا و خصص الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك لهم

     

    [ ريض ] 

    وقوله (وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً) فعلى الإنسان أن يعود نفسه على الصدق والبعد عن الكذب، فمن ترك الكذب ولو كان عن طريق المزح فإنه موعود بهذا الوعد الكريم وهو بيت في وسط الجنة.

     

    قوله:  (وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) فيه بيان منزلة حسن الخلق، وهذه المنزلة العالية، ويدل على فضله وعلى أهميته.

     

    النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ثلاثة أصناف من الناس: فمنهم من يكون في ربض في الجنة وفي أدناها، ومنهم من يكون في وسطها، ومنهم من يكون في أعلاها، ومعلوم أنه كما أن النار دركات بعضها تحت بعض، فالجنة درجات بعضها فوق بعض.

    وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الذي يحسن خلقه يكون له بيت، والبيت هنا هو القصر في الجنة (راجع شرح سنن أبي داود للشيخ عبد المحسن العباد)

     

    وجاء في مدارج السالكين للإمام ابن القيم رحمه الله أنه قال:

    فجعل البيت العلوي جزاء لأعلى المقامات الثلاثة وهي حسن الخلق والأوسط لأوسطها وهو ترك الكذب والأدنى لأدناها وهو ترك المماراة وإن كان معه حق ولا ريب أن حسن الخلق مشتمل على هذا كله  اهـ.

     

    معنى ريض الجنة ريض هكذا يبحث بعضنا لمعرفة معنى الكلمة ولكن الصواب هو ربض وليس ريض وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير.

     

    هل المجادلة مذمومة بكل أنواعها

    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في كتاب العلم:

    المجادلة والمناظرة نوعان:

    النوع الأول: مجادلة مماراة: يماري بذلك السفهاء ويجاري العلماء ويريد أن ينتصر قوله ؛ فهذه مذمومة.

    النوع الثاني: مجادلة لإثبات الحق وإن كان عليه ؛ فهذه محمودة مأمور بها، وعلامة ذلك ـ أي المجادلة الحقة ـ أن الإنسان إذا بان له الحق اقتنع وأعلن الرجوع، أما المجادل الذي يريد الانتصار لنفسه فتجده لو بان أن الحق مع خصمه، يورد إيرادات يقول: لو قال قائل، ثم إذا أجيب قال: لو قال قائل، ثم إذا أجيب قال: لو قال قائل، ثم تكون سلسلة لا منتهى له، ومثل هذا عليه خطر ألا يقبل قلبه الحق، لا بالنسبة للمجادلة مع الآخر ولكن في خلوته، وربما يورد الشيطان عليه هذه الإيرادات فيبقى في شك وحيرة، كما قال الله تبارك وتعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام: 110].

    وقال الله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [المائدة: 49]. فعليك يا أخي بقبول الحق سواء مع مجادلة غيرك أو مع نفسك، فمتى تبين لك الحق فقل: سمعنا وأطعنا، وآمنا وصدقنا. ولهذا تجد الصحابة يقبلون ما حكم به الرسول عليه الصلاة والسلام أو ما أخبر به دون أن يوردوا عليه الاعتراضات.

    فالحاصل أن المجادلة إذا كان المقصود بها إثبات الحق وإبطال الباطل فهي خير، وتعودها وتعلمها خير لا سيما في وقتنا هذا، فإنه كثُرَ فيه الجدال والمراء، حتى إن الشيء يكون ثابتًا وظاهرًا في القرآن والسنة فيورد عليه إشكالات. وهنا مسألة : وهي أن بعض الناس يتحرج من المجادلة حتى وإن كانت حقًّا استدلالا بحديث: “وأنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا”.

    فيترك هذا الفعل: فالجواب: من ترك المراء في دين الله فليس بمحقٍّ إطلاقًا؛ لأن هذا هزيمة للحق، لكن قد يكون محقًّا إذا كان تخاصُمه هو وصاحبه في شيء ليس له علاقة بالدين أصلا، قال: رأيت فلانًا في السوق، ويقول الآخر: بل رأيته في المسجد، ويحصل بينهما جدال وخصام فهذه هي المجادلة المذكورة في الحديث، أما من ترك المجادلة في نصرة الحق فليس بمحق إطلاقًا فلا يدخل في الحديث اهـ.

     

     

    ما قيل في حسن الخلق

    قال الحسن رحمه الله: حُسنُ الخلق : الكرمُ والبذلة والاحتمالُ .

    وقال ابن المبارك رحمه الله: هو بسطُ الوجه ، وبذلُ المعروف ، وكفُّ الأذى.

    قال الإمام أحمد رحمه الله: حُسنُ الخلق أنْ تحتملَ ما يكونُ من الناس وقال أيضا: حُسنُ الخلق أنْ لا تَغضَبَ ولا تحْتدَّ

    (جميع الآثار موجودة في جامع العلوم والحكم لابن رجب)

    [ ريض ]

     

    الأحاديث الواردة في حسن الخلق

    عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ» أخرجه أبو داود في سننه وصححه الألباني.

     

     

    وعن مسروق قال كنا جلوسا مع عبد الله بن عمرو يحدثنا إذ قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وإنه كان يقول إن خياركم أحاسنكم أخلاقا (متفق عليه)

    [ ريض ] 

    عن أبي الدرداء : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما شيء أثقل من ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وأن الله ليبغض الفاحش البذيء أخرجه الترمذي في سننه وصححه وأيضا صححه الألباني

     

    عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: «تقوى الله وحسن الخلق»، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: «الفم والفرج» أخرجه الترمذي وقال صحيح غريب وحسن إسناده الألباني.

     

    [ ريض ] 

    مثال على حسن الخلق

    عن أنس قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أنسا غلام كيس فليخدمك قال فخدمته في السفر والحضر والله ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ولا لشيء لم أصنعه لِم لَم تصنع هذا هكذا (رواه مسلم)

     

    وعنه أيضا قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين فما أعلمه قال لي قط لم فعلت كذا وكذا ولا عاب علي شيئا قط (رواه مسلم)

    ريض 

    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

    والواحد منا إذا خدمه أحد، أو صاحبه أحد لمدة أسبوع أو نحوه لابد أن يجد منه تضجرا لكن الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات وهذا الرجل يخدمه ومع ذلك ما قال له أف قط .

    ولا قال لشيء فعلته لما فعلت كذا ؟ حتى الأشياء التي يفعلها أنس اجتهادا منه ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يؤنبه أو يوبخه أو يقول لما فعلت كذا، مع أنه خادم وكذلك ما قال لشيء لم أفعله لم لم تفعل كذا وكذا ؟ فكان عليه الصلاة والسلام يعامله بما أرشده الله سبحانه وتعالى إليه في قوله: { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } أتدرون ما العفو ؟ العفو ما عفا من أخلاق الناس وما تيسر يعني خذ من الناس ما تيسر ولا تريد أن يكون الناس لك على ما تريد في كل شيء من أراد أن يكون الناس له على ما يريد في كل شيء فاته كل شيء ولكن خذ ما تيسر عامل الناس بما إن جاءك قبلت وإن فاتك لم تغضب ولهذا قال: ما قال لشيء لم أفعله لم لم تفعل كذا وكذا ؟ وهذا من حسن خلقه عليه الصلاة والسلام . (شرح رياض الصالحين)

     

    ريض

     

    وانظر:

    اقرأ أيضا: اسم الفاعل من الفعل قال

    ربض الجنة معنى

    معنى كلمة ربض الجنة

    ربض الجنه هو

    انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك الجدال ولو كان محقا