تخطى إلى المحتوى

من غدا إلى المسجد أو راح

    من غدا إلى المسجد أو راح

    فضل من غدا إلى المسجد أو راح

    عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح) متفق عليه.

    قال ابن باز رحمه الله: الغدو أول النهار، والرواح آخر النهار، وليس المقصود الذهاب والمجيء. الحلل الابريزية من التعليقات البازية.

    غدا: يعني ذهب غدوة، أي ذهب أول النهار، وذلك مثل أن يذهب إلى المسجد لصلاة الفجر.
    (أو راح): الرواح يطلق على بعد الزوال، مثل الذهاب إلى صلاة الظهر أو العصر، وقد يطلق الرواح على مجرد الذهاب. شرح رياض الصالحين للعلامة ابن عثيمين (ج (2) / (167)).

    قال الإمام البخاري في صحيحه: باب فضل من غدا إلى المسجد أو راح.

    قال ابن بطال: فيه: الحض على شهود الجماعات، ومواظبة المساجد للصلوات؛ لأنه إذا أعد الله له نزله فى الجنة بالغدو والرواح، فما ظنك بما يعد له ويتفضل عليه بالصلاة فى الجماعة واحتساب أجرها والإخلاص فيها لله تعالى. ” شرح صحيح البخاري” (ج (2) / (285)).

    و قال المناوي: قال بعضهم: الغدو والرواح كالبكرة والعشي في قوله {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا} أراد بهما الديمومة لا الوقتين المعلومين لأن المسجد بيت الله فمن دخله لعبادة أي وقت كان أعد الله له أجره لأنه أكرم الأكرمين لا يضيع أجر المحسنين وفي قوله كلما إيماء إلى أن الكلام فيمن تعود ذلك. فيض القدير (ج (6) / (183)).

    قال الصنعاني في التنوير ((10) /، (320)): كلما غدا أو راح) أي لكل غدوة وروحة يعد له نزلا، وفيه عظم أجر من اعتاد إتيان بيوت الله للطاعة وكون النزل ما يعد للقادم من الضيافة أوفق لجزاء من يأتي بيت الله؛ لأن من أتى بيت رجل أضافه وأكرمه.

    وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: وظاهر الحديث أن من غدا إلى المسجد أو راح، سواء غداء للصلاة، أو لطلب علم، أو لغير ذلك من مقاصد الخير، أن الله يكتب له الجنة نزلا، والنزل: ما يقدم للضيف من طعام ونحوه على وجه الإكرام، أي أن الله تعالى يعد لهذا الرجل الذي ذهب إلى المسجد صباحا أو مساء، يعد له في الجنة نزلا إكراما له.
    ففي هذا الحديث إثبات هذا الجزاء العظيم لمن ذهب إلى المسجد أو النهار أو آخره. وفيه بيان فضل الله ـ عز وجل ـ على العبد، حيث يعطيه على مثل هذه الأعمال اليسيرة هذا الثواب الجزيل. شرح رياض الصالحين للعلامة ابن عثيمين (ج (2) / (167) – (168)).

    أعمال يسيره يقوم بها العبد ينال بها أجور كبيرة، وفضل الله واسع، وكلما ذهب في اول النهار أو آخره إلى المسجد حصل على هذا الإكرام، فلا تتثاقل عن فعل الخيرات وعود نفسك على حضور صلاة الجماعة في المسجد، و ابتعد عن التشبه بأهل النفاق في تركهم صلاة الجماعة، فهذا شهر عظيم ومبارك، الأجور فيه مضاعفة فتعرض إلى منح الله وعطاءه.

    وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين

    نورس أبو عبد الرحمن

    الوسوم: