تخطى إلى المحتوى

معنى ديوث في الحديث الشريف

    معنى ديوث في الحديث الشريف 

    عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ثلاث لا يدخلون الجنة، ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق بوالديه ، والمرأة المترجلة – المتشبهة بالرجال -، والديوث ، وثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق بوالديه  ، والمدمن الخمر، والمنان بما أعطى “ 

    أخرجه أحمد وصححه الألباني انظر (السلسلة الصحيحة: 674) والجامع الصغير: 5363)

     

     

    معنى ديوث من كلام أهل العلم

    وقع تفسيره في نفس الخبر أنه الذي يقر الخبث في أهله (قاله الحافظ في فتح الباري)

    قال إبراهيم الحربي الديوث هو الذي يدخل الرجال على امرأته (الإنصاف .. على مذهب الإمام أحمد بن حنبل)

    الخلاصة : في اصطلاح الفقهاء عرفت الدياثة بألفاظ متقاربة يجمعها معنى واحد لا تخرج عن المعنى اللغوي وهو عدم الغيرة على الأهل والمحارم (الموسوعة الفقهية الكويتية)

    هذا خلاصة كلام أهل العلم في معنى ديوث

     

     

    خطورة الدياثة 

    • قال الشيخ أبو الطيب محمد صديق خان رحمه الله:

    فالحاصل: أن الديوث من أعظم العصاة مع ما في ذلك من الهجنة المنافية للدين والمروءة اهـ. (الروضة الندية)

    • ومما يدل على عظم هذه المعصية أن الله لا ينظر إلى صاحبها.
    • وهي من كبائر الذنوب.
    • والدياثة مسقطة للشهادة.

      

    هل ديوث يقتل

    فيقال: لا يقتل قال العلامة صديق حسن خان رحمه الله: وأما الديوث فلم يصح في قتله شيء وأصل دم المسلم العصمة وليس كل معصية مبيحة للقتل بل معاصي مخصوصة ورد الشرع بها ولا سيما بعد ورود الحصر في حديث “لا يحل دم امريء مسلم إلا بإحدى ثلاث” وليس هذا منها اهـ (الروضة الندية)

     

    لابد من الاعتدال في الغيرة

    قد يبالغ بعضهم في الغيرة والبعد عن وصف الدياثة حتى يدخل في الشك والوسواس حتى يسرف في تقصي كل حركاتها وسكناتها ويحصي جميع عيوبها، وهذا يفسد العلاقة الزوجية.

     

     

    بعض المسائل المتعلقة بالدياثة

    1_ ذكر بعض الفقهاء أن من يشتري جارية تغني للناس فهو ديوث. (انظر: روضة الطالبين وعمدة المفتين: 6/162)

    2_ هل من يعلم أن أهله يشاهدون المحرمات في التلفاز يعد ديوثا

    سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله نحن نعلم بأن (الديوث هو: الذي يقر الفاحشة في أهله) -أعاذنا الله من ذلك- فهل تطلق كلمة ديوث على صاحب الدش، لأنه مقر بدخول الدش إلى بيته، ومعرفته أن أهله يشاهدون المحرمات؟

    فقال الشيخ: لا.

    ليس بديوث؛ لأن الفاحشة الزنا والعياذ بالله بأن يعلم بأن امرأته تزني فيقر الفاحشة  اهـ. (دروس الشيخ ابن عثيمين)

    هل وجود الدش من الدياثة 

    وقال أيضا رحمه الله : أما ما جاء ضمن السؤال: هل وجود الدش يعتبر من الدياثة؟ نقول: هذا ليس من الدياثة؛ لأن الديوث هو الذي يقر الفاحشة في أهله، وهذا الذي عنده الدش لو رأى رجلاً يحوم حول بيته فضلاً عن أن يفعل الفاحشة في أهله لقاتله، فلا يمكن أن نقول: إن هذه دياثة، لكن نقول: إنه سببٌ للشر والفساد، وهذا شيء معلوم اهـ. (لقاء الباب المفتوح)

     

     المعاصي التي تدعو إلى الزنا هل تعتبر من ذلك؟ [ معنى ديوث ]

    يقول الشيخ ابن باز رحمه الله : لكن إقرارهم على المعاصي التي تدعو إلى الزنا نوع من الدياثة، إقرارهم على رؤية العراة من الرجال أو سماع الأغاني أو آلات الملاهي قد يدعو إلى الدياثة، قد يدعو إلى الفساد هذا، لكن ليس هذا هو الدياثة لكنه وسيلة إلى الدياثة ووسيلة إلى الشر اهـ (من موقع الشيخ)

     

     

    من أسباب فقد الغيرة

    من أعظم الأسباب تساهل العبد في المعاصي والذنوب وارتكابها حتى تميت تلك المعاصي قلبه فلا ينكر منكرا

    يقول ابن القيم رحمه الله:

    والمقصود انه كلما اشتدت ملابسته للذنوب أخرجت من قلبه الغيرة على نفسه وأهله وعموم الناس وقد تضعف في القلب جدا لا يستقبح بعد ذلك القبيح لا من نفسه ولا من غيره واذا وصل الى هذا الحد فقد دخل في باب الهلاك وكثير من هؤلاء لا يقتصر على عدم الاستقباح بل يحسن الفواحش والظلم لغيره ويزينه له ويدعوه اليه ويحثه عليه ويسعي له في تحصيله ولهذا كان الديوث أخبث خلق الله والجنة عليه حرام اهـ (الجواب الكافي)

    واتمنى ممن يستفيد من المقالة ان ينشرها بين الاصحاب وفي مواقع التواصل الاجتماعي لكي يعم النفع وجزاكم الله خيرا.

    أسئلة مهمة

    ما حكم قول ديوث؟
    من رمى شخصا بريئا بالدياثة يعزر من قبل الحاكم أو القاضي لما فيه من رمي الإنسان بما هو بريء منه ، ولذلك يتبين لنا أنه لا يجوز قول ديوث ما لم يثبت ذلك شرعا.

    إن تاب العبد يتوب الله عليه فما من ذنب إلا وله توبة بل أعظم الذنب وهو الإشراك بالله يغفره الله فما دونه من الذنوب من باب أولى، لكن الوعيد الوارد إنما هو لمن لم يتب ومات على ذلك.

    يناصح ويوعظ ويذكر بالله وخطورة هذا الفعل وما ورد فيه من الأحاديث لكن إن بقي على ماهو عليه فيهجر للمصلحة الشرعية حتى ينزجر ويرجع إلى رشده.
    الوسوم: