تخطى إلى المحتوى

تعريف الصلاة واهميتها

    تعريف الصلاة واهميتها

    مستفاد من المختصر من جامع الأجوبة الفقهية

    بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي

    مع تصرف يسير.

    [ تعريف الصلاة لغة وشرعا ]


    في اللغة: هي الدعاء قال الله تعالى: {وَصَلِّ عليهم إِنَّ صلاتَكَ سكَنٌ لهم} (التوبة: 103) أي: ادع لهم

    وفي الحديث قوله – صلى الله عليه وسلم -: “إذا دعي أحدكم فليجب، فإن كان صائمًا فليصلّ، وإذا كان مفطرًا فليطعم” (أخرجه مسلم: 1431)

    ومعنى: “فليصلّ” أي فليدع لأهل الطعام

    وسميت الصلاة الشرعية صلاة لاشتمالها عليه.

    قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله في شرحه لعمدة الفقه: “

    الصلاة مشتقة من الدعاء على الصحيح في اللغة, وهي مشتقة من الصلوني وهما عرقان في ظهر الإنسان, وقيل: إنها مشتقة من صليت العود على النار إذا قومته, وقيل: مشتقة من الصلي وهو ملازمة الشيء والأرجح أنها مشتقة من الدعاء”. انتهى

    أما معنى الصلاة في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} (الأحزاب: 43)

    فالصلاة من الله تعالى علينا هي الرحمة ومن الملائكة الاستغفار والدعاء.

    وقد تأتي الصلاة بمعنى الثناء كما في قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} (البقرة: 157) أي ثناء حسن من الله تعالى عليهم.

    قال الأثيوبي في ذخيرة العقبى: “

    قال الأزهري: هذه الصلاة عندي: الرحمة، ومنه قوله عز وجل: {إِن اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا … صلوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]؛ فالصلاة من الملائكة دعاء واستغفار

    ومن الله رحمة

    وبه سميت الصلاة، لما فيها من الدعاء والاستغفار، وفي الحديث “التحيات لله، والصلوات” قال أبو بكر: الصلوات: معناها الترحم، وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} أي يترحمون، وقوله: “اللهم صل على آل أبي أوفى” أي ترحم عليهم”. انتهى

    تعريف الصلاة شرعا

    وشرعا:
    قال الجمهور: هي أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم مع النية بشرائط مخصوصة.
    وقال الحنفية: هي اسم لهذه الأفعال المعلومة من القيام والركوع والسجود. انظر: الموسوعة الفقهية الكويتية (27/ 51).

    أهمية الصلاة وفضلها ومكانتها

    للصلاة مكانة عظيمة في الإسلام. فهي آكد الفروض بعد الشهادتين وأفضلها، وهذه الفضيلة تأتي من خلال التالي:
    أ) أنها أحد أركان الإسلام الخمسة. قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان.

    ب) الصلاة هي العبادة الوحيدة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على نبيه ليلة المعراج فوق سبع سماوات كما في البخاري.

    ت) كون الرسول الله صلى الله عليه وسلم ينسب تاركها إلى الكفر كما في مسلم من حديث جابر بن عبدالله فقال: إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة، وعن عبد الله شقيق العقيلي قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة.

    تنبيه: مسألة كفر تارك الصلاة تكاسلا فيها خلاف بين العلماء سيأتي إن شاء الله.

    [ تعريف الصلاة وأهميتها ]

    ث) أنها عمود الدين الذي لا يقوم إلا به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله، اخرجه الترمذي من حديث معاذ ابن جبل.
    ج) الصلاة أول ما يحاسب العبد عليه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح ونجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، اخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة.
    ح) وهي آخر وصية وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته عند مفارقته الدنيا فقال صلى الله عليه وسلم: الصلاة وما ملكت أيمانكم. أخرجه ابن ماجه من حديث انس ابن مالك.
    خ) أنها أحبُّ الأعمال إلى الله سبحانه، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال «سألت النبي – صلى الله عليه وسلم -: أيُّ العملِ أحبُّ إلى الله؟ قال: الصلاةُ على وقتها، قال: ثم أيُّ؟ قال: ثم بِرُّ الوالدين، قال: ثم أيُّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال: حدثني بهنَّ ولو استزدتُه لزادني» رواه البخاري. ورواه أحمد بمعناه عن رجل من الصحابة.

    [ تعريف الصلاة وأهميتها ]

    د) انها تمحو الخطايا وتُذهب السيئات، فعن أبي هريرة أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول «أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كلَّ يوم خمساً ما تقول ذلك يُبقي من دَرَنِه؟ قالوا: لا يُبقي من درنه شيئاً، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله به الخطايا» رواه البخاري ومسلم. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول «إن العبد إذا قام يصلي أُتيَ بذنوبه فوُضعت على رأسه أو عاتقه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه» رواه ابن حِبَّان والبيهقي.

    ذ) وهي آخر ما يفقد من الدين، فإن ضاعت ضاع الدين كله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها. فأولهن نقضا الحكم، وآخرهن الصلاة أخرجه أحمد من حديث أبي أمامة.
    ر) كما أنها العبادة الوحيدة التي لا تنفك عن المكلف، وتبقى ملازمة له طول حياته لا تسقط عنه بحال.
    وقد ورد في فضلها والحث على إقامتها، والمحافظة عليها، ومراعاة حدودها آيات وأحاديث كثيرة مشهورة والحمد لله.

    [ تعريف الصلاة وأهميتها ]

    الوسوم: