تخطى إلى المحتوى

الراحمون يرحمهم الرحمن

    هذا شرح مجمل لهذا الحديث العظيم وسبق أن تم شرحه [ هنا ]

    (الرّاحمون يرحمهم الرحمن)

    والرَّاحمون هم الذين فيهم رقّة وتحنّن بشكل عام، ووالتعطف والشفقة على الخلق، وضدّ ذلك الجبابرة الذين قست قلوبهم الذين يعذبون الخلق بالعسف والظلم والجور

    وقد قد يستشكل كثير من الناس أن هناك الشخص يكون رحيما وأيضا جبارا نقول المقصود هنا الغالب فيه وإلا ففي مواضع القسوة محمودة فليس من شرط الرّاحم أن لا يكون في وقت منتقمًا، ويبين ذلك قوله سبحانه في حق صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}، وقال: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}، وقال تعالى: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ}

    فكانوا يقاتلون الكفار  ولا يخافون في ذلك لومة لائم، ويقيمون حدود الله على السارق والقاتل والزاني.

     

    فرحمة الخلق محدودة بالشرع باتّباع الكتاب والسنة، فلا يصلح أن يقال أن من الرحمة ترك الجهاد الشرعي أو  إقامة الحدود على من يستحقه وأن لا ينتقم ممن يستحق الانتقام لا هذا لا يفهم من الحديث  كما أنَّ بعض الجبارة وأولي القسوة يتجاوزون في الظلم وينتقم لنفسه أشدّ ممّا ينتقم لله، وقد كان رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أعدل الخلق في هذا الأمر، فما كان يضرب الخدم ولا العبيد ولا ينتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه، وفي نفس الوقت كان يضرب بسيفه في أَعْداء الله وأيضا يقيم الحدود اتباع لأوامر الله سبحانه وتعالى، وقد قال لأسامة: “أتشفع في حدٍّ من حدود الله”، فدين الإسلام دين حنيفي عدل وسلط لا كرقّة الرهبان المذمومة، ولا كقسوة اليهود الممقوتة إنما بين ذلك.

     

    (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) هنا بيان منه صلى الله عليه وسلم أن الجزاء من جنس العمل , فمن يرحم الخلق يرحمه الله عز وجل الذي في السماء أي في العلو المطلق فوق جميع خلقه فالسماء يطلق ويراد به العلو , ويحتمل المعنى الآخر في السماء أي على السماء ففي تأتي في لغة العرب وفي القرآن بمعنى على.

     

    إذا كنت تريد شرحا مفصلا للحديث (الرّاحمون يرحمهم الرحمن) كاملا ادخل على الرابط التالي:

    الراحمون يرحمهم الرحمن شرح الحديث